تأتي هذه السلسلة في ظل أزمة صحية عالمية، أدت إلى ما كان من المفترض أن يكون عقد من العمل على أهداف التنمية المستدامة إلى العمل لمواجهة صدمة اجتماعية واقتصادية. وعلى أثر تفشي هذا الفيروس، فرضت معظم البلدان العربية سلسلة من تدابير الاحتواء، بما في ذلك إغلاق الحدود، وحظر التجول الليلي، كما أغلقت أماكن التجمع من مرافق عامة ومطاعم وأماكن العمل ومدارس وجامعات في محاولة للتصدي لانتشار الفيروس في أنحاء البلاد. ومع استمرار انتشار هذا الوباء، أدت تدابير الاحتواء التي اعتمدتها الحكومات إلى تأثيرات سلبية على النظم الإحصائية الوطنية التي تواجه تحديات غير مسبوقة. فإن الإغلاق الكامل أو الجزئي لأماكن العمل قد أجبر المكاتب الإحصائية الوطنية والمؤسسات الحكومية والوزارات التحول إلى ترتيبات العمل عن بعد، ذلك مع احتمال عدم وجود التجهيزات اللازمة في البيوت من اتصال بالأنترنت للحفاظ على الأنشطة الجارية، خاصة في البلدان التي لديها بنية تحتية ضعيفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يؤدي إلى تأخير في انتاج ونشر الإحصاءات الرسمية والمسوح والتعدادات. لذلك، فتواجه المكاتب الإحصائية الوطنية والوزارات المعنية تحديًا مزدوجًا: توفير الاستمرارية والحفاظ على الحد الأدنى من جودة البيانات مع الاستجابة أيضًا للطلبات الجديدة في ظل أزمة كورونا.

تهدف هذه الورشة إلى تعريف المشاركين بمؤشرات الصحة المدرجة ضمن أهداف التنمية المستدامة خاصة ما كان منها تحت الهدف 3: "ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار" وأيضاً تحت الأهداف الأخرى لترسيخ النهج العالمي في وضع الصحة في قلب التنمية المستدامة والنظر لمؤشرات الصحة كقياس لتقدم الدول نحو تحقيق أهداف التنمية، وكذلك تعزيز معرفتهم بمفاهيمها وتعريفها وغاياتها ومصادر بياناتها وطرق احتسابها، وسُبل تلبية