إن توفر البيانات الإحصائية في القطاع الزراعي يعتبر عاملا أساسيا للنهوض وتنمية هذا القطاع ولا يمكن وضع سياسات تنموية زراعية فعالة بدون معرفة الوضع الحقيقي للقطاع الزراعي من معلومات مفيدة تساعد على حسن اتخاذ القرار ووضع استراتيجيات على المدى القريب والبعيد من أجل تحقيق الأمن الغذائي بعناصره الأربعة من إتاحة ووصول واستعمال واستقرار الغذاء. على سبيل المثال، المتابعة الموسمية للمحاصيل الزراعية تبين لنا الحالة الصحية لهذه المحاصيل مكانيا وكذلك تطور انتاجيتها عبر الزمن مما سيساهم في وضع سياسة لتحسين إنتاجية المحاصيل ووضع هدف للوصول إلى مستوى معين من الإنتاج وخطة عمل حسب الظروف البيئية المحيطة بدائرة الإنتاج.
في الكثير من الأحيان، تبقى المعطيات والبيانات الإحصائية في المجال الزراعي من ناحية في شكل جداول تكون نتائجها على نطاق محلي إداري أو وطني وتفتقد إلى البعد المكاني الجغرافي الدقيق ومن ناحية أخرى، تبقى المتابعة الموسمية مقتصرة على زيارات ميدانية قليلة من حيث العدد بالرغم من أهميتها نظرا لكلفتها الباهظة وتفتقد إلى المتابعة الزمنية الدورية الدقيقة خلال الموسم الزراعي. هذا إلى جانب الإشكال المطروح بين الإحصاءات الرسمية وماهوا حقيقة ما تم حصاده من محاصيل تكون في الغالب بعيدة على الأرقام الصحيحة لوجود إشكاليات في تقدير المساحات المزروعة أو في تقدير إنتاجية المحاصيل.
لمساعدة أهل الاختصاص في تقدير سواء المساحات المزروعة أو الإنتاجية أو تقدير الثروة الحيوانية أو الغابات أو درجات الجفاف وتأثيره على منظومة الإنتاج أو حالة تدهور الأراضي أو حسن إدارة الموارد المائية خاصة في المناطق المروية أو لوضع برنامج لتحسين الإنتاجية الزراعية في المناطق المطرية فإن حسن استعمال تقانات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد من صور فضائية وجوية وأجهزة استشعارية حقلية يساهم في فهم أكثر لمنظومة الإنتاج وحسن اتخاذ القرار ووضع السياسات الموضوعية لتحسين واستقرار هذه المنظومة.
إضافة تعليق جديد