الرصد والابلاغ عن مؤشرات الصحة في أطار أهداف التنمية المستدامة 2030
5-7 أغسطس، اب 2019
تقديم
يعتبر البعد الصحي وضمان حياة صحية كريمة للجميع من أهم المحاور وأحد الركائز الأساسية للتنمية، خاصة إذا ما تعلق الامر بالفئات الهشة والمجتمعات التي تشهد صراعات وحروب وكوارث طبيعية وبيئية. وقد حققت المنطقة العربية تقدماً واضحاً في هذا المجال الحيوي وشهدت العديد من الانجازات الهامة على غرار زيادة متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 58.5 عام في سنة 1980 إلى 71.4 عام في سنة 2017، وخفض حالات الإصابة ببعض الأمراض العامة القاتلة المرتبطة بوفيات الأطفال والأمهات والسل وشلل الأطفال بالإضافة الى ما تحقق في الميادين الاخرى المرتبطة بالصحة كخفض حالات الإصابة بالملاريا، حيث انخفض هذا الرقم في جزر القمر من 53 إصابة لكل 1000 شخص معرض في عام 2010 إلى 4 إصابات في عام 2017، كما حققت بعض البلدان العربية تقدماً في مجال توفير صرف صحي محسّن وزيادة إمكانية الحصول على المياه النظيفة، فوصلت نسبة الأشخاص الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان إلى 100 بالمئة في الكويت و93.4 بالمئة في الإمارات العربية المتحدة. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته المنطقة، مازالت العديد من المجتمعات والبلدان تعاني من بعض التحديات في مجال الصحة حيث لا يزال الولوج الى ابسط الخدمات الصحية صعبا في ضوء الصراعات والحروب والنقص في التمويلات. فقد شهدت بلدان كالصومال والجزائر معدلات منخفضة من نسبة الأشخاص الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان وصلت إلى 14.1 و19.1 بالمئة على التوالي.[1]
وقد بدأ العمل في هذا الاطار رسمياً على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 التي اعتمدها قادة العالم في كانون الثاني/ يناير 2016، وأقرها المجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدة في اجتماعه في شهر حزيران / يونيه 2017 من خلال اعتماد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة والبالغ عددها 232 مؤشراً غير متكرر، وكذلك فعلت الجمعية العامة للأمم المتحدة حسب قرارها رقم A/RES/71/313 في تموز/ يوليو 2017.
وتتميز أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 بربطها ودمجها للأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة المتعلقة بالمجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وتحتل الصحة مكاناً محورياً في هذه الأجندة حيث خُصص لها هدفاً شاملاً -الهدف الثالث-الذي يتضمن 13 غاية تغطي الأولويات الصحية وصلتها بغايات عددٍ من الأهداف الأخرى. وبالاضافة الى الهدف الثالث الذي يركز بصورةٍ جليةٍ على المجال الصحي، تجدر الاشارة الى أن هناك 10 أهداف أخرى للتنمية المستدامة تتصل بالقضايا الصحية، حيث تم الاتفاق عالمياً على 50 مؤشرا لقياس المخرجات الصحية والمؤشرات المباشرة في الصحة أو تقديم الخدمات الصحية. ويمكن تصنيف المؤشرات الصحية في سبعة مجالات هي:
دواعي الورشة
تكمن صعوبة قياس ورصد التغطية بالخدمات الصحية ومتابعة تنفيذها وتقييمها في مجابهة التحدي المتمثل في توفير البيانات الاحصائية والمؤشرات الكمية والنوعية للتعرف على السكان الذين تمتعوا بالخدمات الصحية وتحديد الشرائح السكانية التي تحتاجها، وذلك قصد رسم السياسات الصحية والاجتماعية الصائبة في هذا المجال. فالسجلات الإدارية المتوفرة لدى مقدمي الخدمات وكذلك المسوح الميدانية المنجزة في هذا الإطار لا توفر كل الاحصائيات الضرورية لتشخيص الحالات الصحية وخاصة المبلغ عنها ذاتيا، مما يؤدي الى بقاء حالات واحتياجات الذين ليس لديهم فرص للوصول إلى الخدمات الصحية غير مُشخصة وغير معروفة.
ولهذا، فإن التقييم المكتمل للحاجات الصحية للسكان يتطلب مزيد من العمل على تطوير مصادر البيانات المتوفرة والبحث عن مصادر بديلة لتجاوز النقائص المسجلة، من خلال إضافة مجموعة أسئلة إلى المسوح الأسرية أو قياس المؤشرات الحيوية في مسوح صحة الأسرة المعيشية أو برمجة مسوح جديدة.
وبناء على ما تقدم، فإن بناء القدرات الإحصائية في المنطقة العربية لدعم جهود قياس مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030 ورصدها والإبلاغ عنها إلى الهيئات الوطنية والإقليمية والدولية هو جهد ونشاط ضروري ومتواصل لرفع التحدي المتعلق بنقص البيانات الصحية الموثوقة ومساعدة الدول على توسيع خارطة انتاجها الاحصائي. ويستدعي تنظيم أنشطة بناء القدرات إتباع نهج تشاركي وفق توصية اللجنة الإحصائية الأممية في اجتماعاتها الأخيرة، بسبب تداخل عمل المنظمات الدولية الراعية لمؤشرات التنمية المستدامة والفجوات الموجودة في الموارد المتاحة لتلبية متطلبات بناء القدرات الإحصائية الرسمية اللازمة لتوفير بيانات تُمكن من قياس مؤشرات أهداف التنمية المستدامة في بعدها الصحي.
وفي هذا السياق، ينظم المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية والبوابة العربية للتنمية التابعة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي-مكتب الدول العربية ورشة عمل إقليمية عن بعد للأجهزة الإحصائية في البلدان العربية حول مؤشرات الصحة ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة لتعريف المشاركين بمؤشرات الصحة المدرجة ضمن أهداف التنمية المستدامة وسُبل تلبية احتياجات قياسها وإعداد تقارير دورية حولها من قبل الأجهزة الإحصائية الوطنية وبالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الوطنية الأخرى الرسمية والخاصة.
أهداف الورشة
الفئة المستهدفة
المشتغلون المعنيون مباشرة بإحصاءات الصحة في الأجهزة الإحصائية العربية. كما يمكن دعوة مشاركون من وزارات الصحة إذا ارتأت الأجهزة الإحصائية ذلك.
المنظمون
المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية والبوابة العربية للتنمية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
المحاضرون
سيتولى تنشيط الورشة خبير في هذا المجال من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي-المكتب الإقليمي للدول العربية.
أسلوب عمل الورشة
مدة الورشة 3 أيام خلال الفترة 5-7 آب/أغسطس 2019
[1] البنك الدولي. 2019، مؤشرات التنمية العالمية متوفرة على الموقع
إضافة تعليق جديد